
وإذا اعتبرنا أن لكل شخصية سرها الخفي: إميريتا العجوز مريضة وتحتفظ بحادثة القتل سراً كما تحتفظ بالمُسدس، وسيرافين العجوز يُداري مشاعره، وخوليا الشابة تدور في فلكها اللغوي السري، فلا بُد أن هذه الرواية هي الوجه الآخر لمياس المُختبئ وراء الراوي، المشغول بالموت قدر انشغاله بالكتابة، بتقييم روايته بالحقيقية أو المُزيفة، المرأة المهووسة، رُبما، هي مياس نفسه، بسنواته التي تجاوزت السبعين، وباقترابه من مُستقبل مجهول لا يعرف عنه إلا صورة مشوشة، تشوش المنطقة البرزخية الواقعة بين الواقعية والغرائبية، منطقة الحدود والمطارات التي لا تنتمي لأحد، حيث نجد أنفسنا مُجرد غرباء، بالمعنيين.
"كيف يُمكن أن تكون الرواية رواية إن لم تكن غريبة؟"
هذا رد مياس في حوار صحفي حين قيل له "إنها رواية غريبة جداً". لكنها، كما يقول إدوارد سعيد، تقع في هذا العالمـ رُبما لذلك يجب أن تكون غريبة.