
كان القلب مصدر المعرفة البشرية لقرون خلت، إلا أن مكانته تلك تراجعت منذ عصور النهضة أمام نجم العقل الصاعد إلى أن تلاشت تماماً. ولم يعد دور القلب يتعدى دور"مضخة" للدماء في الجسد.
تخوض أخصائية أمراض القلب "كوزمينا دالكا" كأنثى في عالم ذكوري رحلة وراء دراساتها التي تحاول إثبات أن للقلب دوراً ما أكبر، وتهتم بالتغيرات الغريبة التي سجلت -حقيقةً وليس في الرواية فقط- على الأجساد التي زرعت بقلب جديد. وفي خضم أبحاثها تلك تسمع عن حكاية العالم الكيميائي "جورجي بوشينسكي" المثير للجدل والذي يقوم بإجراء عملية زرع قلب "غامضة" ليختلف سلوكه بعدها تماماً، لدرجة تحوم حوله الشكوك والإتهامات المباشرة لارتكابه جريمة قتل أخيه !
تجري أحداث الرواية في أماكن واقعية وتتمحور حول حقيقة علمية لازالت الأبحاث جاريةً حولها، وهي التغيرات الفسيولوجية والنفسية على الأشخاص بعد خضوعهم لعمليات زراعة القلب، سيلاحظ القارئ أن كثيراً من الأدلة المؤيدة للفكرة هي كتب ومراجع متوافرة للجميع للعودة لها، تم إضافتها نتيجة بحث متعمق ودقيق. إن هذه الرواية هي رواية وبحث قام به الدكتور محمد حمدان يتحاور فيه العلم والحب والإعتقاد.