
ربما لأول مرة في الأدب المحلى ــ لا ليثير الاستغراب، ولكن ليلمس القلب الإنساني الذي يراه أعجوبة كبرى، ووسيلة أخيرة للنجاة في عصرنا المضطرب.
يقول الناقد الكبير د. على الراعي عن هذه المجموعة: مجموعة "البستان" تتسمى باسم آخر قصة فيها، ولكنها في الحقيقة تتشكل من عوالم ثلاثة، لكل عالم عنوانه الخاص: العالم الأول تطلق عليه اسم "الفيزيقيات"؛ أي عالم الملموسات والمحسوسات والعينيات. والعالم الثاني هو عالم "السيكولوچيات"؛ أو المشاعر والدفائن النفسية الباطنية. والعالم الثالث هو عالم "الباراسيكولوچيات"؛ أي ما وراء النفس أو ما وراء ما هو مألوف، سواء كان حسيا أو نفسيا.
هذه القصص جميعا، مهما شطت رمزيتها أو شطحت باراسيكولوچيتها، لا تجرى وراء إغراب أو إبهار أو زخرف زائف سطحي، بل تكاد جميعا على اختلافها وتنوعها تعبر عن رسالة في بنية القصص ترف بها رفيفا شعريا، وهى رسالة إنسانية صادرة عن خبرة حية عميقة تحتضن البشر والطبيعة والكون كله. وهى تتحدث بلغة رصينة شبه كلاسيكية، تشير دائما إلى الواقع دون أن تفقد صلتها بالمثال، وتتفجر دائما بدلالات إنسانية عميقة، ولكنها دائما مضمخة بعطر غنائي ناعم رقيق