
ربّما تنتمي هذه المجموعة بروحها المتعبةِ لأدب المقاومة، لكنها حتمًا تنتمي بجميع سطورها الموجعة لأدبِ الصمود خاصّة وللقضية بعموميتها؛ تنتمي للأسرة والمجتمع الفلسطيني، لأن غير الفسلطيني ممن لا يعرفُ طقوسَ وكالة الغوث ونواميس المخيم وأزقّته يحتاج لذاكرة (جوجل) للتعرف على بعض المفرادت الخاصة بالقاموس الفلسطيني؛ ككرتِ المؤن أو البُقج أو جبل التجربة أو البيض بالمرجرين أو القمباز، بيد أن الفقرَ والجوعَ الذي عرّاهما الكاتبُ بالكامل عبر لغةٍ انسيابية تتقاطرُ منها الصور الشعرية المُبتكرة الفريدة؛ بشكلٍ يصدمُ المتذوقَ من جمعه للألم والجمال في آن واحد؛ قد يشملان جميع الشعوب المسحوقة تحت نير الحروب أو الاستعمار. اللغةُ الدافئة الشلّالُ تتدفقُ من جميع القصص إلى بحر النهايات المفتوحة، دلالةً أن القصةَ الواحدةَ كالجرح الفلسطيني الذي لم يلتئم بعد، دلالةً أن الجيلَ الأول ألقى رحيلَه وترحالَه على كاهلِ الجيل الثاني فالثالث أملًا أن يخطَّ الأخيرُ نهاياتٍ بقَفلاتٍ محبوكةٍ تقود جميعُها للعودة إلى نقطة البداية.... نقطة الوجود الأزلي. لذا قد ترى فلسطينَ في هذه المجموعةِ قلبًا، أو ذاكرةً، أو وجهًا، أو حلمًا، أو قصيدةً كسرَت قيودَ الوزن والقافية، لكنَّ إحساس الكاتب الذي سينقلُه لك عبر حروفه سيقودك لمعرفةِ معاني ودلالات حروفها الخمسة، حيث الفلسطيني بسيكولوجيته وانفعلاته «قبل وبَعد» وكذا الأرض بثقافاتها وموروثاتها التي تُحرّض الفلسطيني على نقشِ اسم قريته ومدينته على شاهدِ قبره حتى وإن واراه الثرى على المريخ. مظهر عاصف