
وجاءت في سياق ميتافيزيقي، فنرى روح كل من روميو وجولييت قد غادرا قبريهما وصعدا للقمر، الذي حلما به، وتغنى بجماله كل الشعراء، وتحدث عن طبيعته العلماء. وهناك تحادثا وتهامسا بنفس اللهفة والشوق، واعترفا بأنهما قد صعدا إلى القمر مع أنفاس العاشقين الحالمين بالقمر، واستعادا بعضا من تفاصيل قصة عشقهما التي صارت مضربا للأمثال، وأبدى روميو دهشته من جولييت التي امتعضت من عصرنا الحالي، برغم حصول المرأة على العديد من المكاسب، وامتلاكها لأنواع مختلفة من الجواهر واللآلئ..؟ لكن الاثنان اتفقا على أن وهج الحياة الحقيقية يكمن وسط أنفاس الناس، رغم الشرور والآثام، وليس في العزلة هنا أو هناك، حتى ولو كان في قصر أمير فيرونا الذي كان يسير وحده في حدائقه التي ذبلت زهورها دونما أنيس. ومع أنهما تمنيا لو صعد كل العشاق إلى القمر، إلا أنه وبمرور الوقت، يزداد حنينهما إلى الأرض، فعادا إليها، وسكنا خفقات القلوب، وناما تحت أجفان كل العيون، فهما لا يستطيعان العيش دون أن يريا أفراح الأرض وأتراحها.