كتاب مدينة الحوائط اللانهائية

طارق إمام

مجموعة قصص

كتاب مدينة الحوائط اللانهائية تأليف طارق إمام .. ذات يوم كانت هناك مدينة، قرر أهلها أن تصير بيتاً، لأنهم أرادوا أن يصبحوا أخوة رغم خصام الدم.. فحطموا حوائط بيوتهم وصنعوا أربعة حوائط هائلة لتصير المدينة كلها، بينها، بيتهم.


صاروا جميعاً أُسرة واحدة، أو هكذا اعتقدوا، لكنهم مع كل صباح كانوا يفقدون واحداً منهم، يغادر جثمانه البيت تاركاً مكانه بقعة من الدماء. لم يُعرف أبداً أي من سكان البيت الكبير كان القاتل، حتى تبقى اثنان، رجل وامرأة.
لم يكن أحدهما بحاجةٍ ليفكر أنه سيكون ضحية الآخر، لأن كليهما كان يعرف، أنه هو القاتل.
***
هذه مجموعة قصصية استثنائية بالفعل، يمكن قراءتها كمجموعة قصصية حقيقية، ويمكن قراءتها كرواية حقيقية، ويمكن قراءتها كديوان شعر حقيقي من قصيدة النثر، وهي إجمالا ألف ليلة وليلة جديدة عصرية بلا أي تزيد.
عالم السرد تخيلي كامل، زمانياً ومكانياً، فنحن في عصر غير محدد وإن كان من الممكن القول بأن زمان الأحداث هو كل زمان. أما المكان فهو مدينة الحوائط، تلك المدينة شيَّدها طارق إمام بحيث تبدو مدينة غرائبية إلى حد كبير، لكننا لو أزلنا غطاء الاعتياد والذاكرة التي كلسها التكرار عن عيوننا فسنجد أنها مدينة تشبه كثيرا المدن التي نعيش فيها.
نحن إذن أمام عمل يتوسَّل بالخيال والغرائبية وتهشيم العالم المعتاد لإعادة بناء عالم جديد مدهش، بقصد كشف غرائبية العالم الذي نعيشه بالفعل.
كل قصة من قصص المجموعة بدءاً من عنوانها هي نغمة موسيقية موحدة ضمن سيمفونية كبيرة مكونة من عدة فصول، بحيث يؤدي تتابع أو تداخل النغمات إلى تكوين وتشكيل السيمفونية ذاتها، أي مدينة الحوائط بنسائها ورجالها وأطفالها وغربائها وذكريات البشر والأماكن والشجر والجمادات وحتى المقابر فيها.
***
طارق إمام روائي وناقد مصري من مواليد 1977. أصدر تسعة كتب بين روايات ومجموعات قصصية، من أبرزها "هدوء القتلة"، "االحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، "ضريح أبي"، "حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها". يُعدُّه النقاد أحد أبرز المجددين في السرد المصري الحديث والأشد غراماً بالتجريب وخلق أجواء عجائبية نادرة تتميز بها تجربته السردية، فضلاً عن كونه أكثر كُتَّاب جيله حصولاً على الجوائز حيث حازت أعماله عديد الجوائز الكُبرى مصرياً وعربياً ودولياً، منها جائزة ساويرس مرتين، جائزة وزارة الثقافة المصرية مرتين، جائزة الدولة التشجيعية، جائزة سعاد الصباح، وجائزة متحف الكلمة العالمية.

شارك الكتاب مع اصدقائك