
مقارنةً بما سبقها، تتضمن «منعطفاً فلسفياً قوياً».. وكان هذا دافعاً مهما لترجمة هذا الكتاب، وكتابة المقدمة أيضاً، التي أردنا لها تبيان الأرضية النظرية العامة لما يجري في المناظرة من محاججات، مع اعتبار الشواغل والانهمامات الفكرية والمعرفية للقارئ العربي الكريم.
إحدى الميزات الهامة لكتبٍ كهذه انها تقدم وجهات النظر المتباينة الحاذقة بشأن مواضيع قد يتصورها كثير من قرائنا العرب «محسومة» أو «بديهية» و» مفهومة».. وبالتالي، فإن تقديم معرفة لا قطعية وتعددية حول مواضيع بهذه الدرجة من الأهمية والشمولية، لا بدّ أن يسهم في توسيع الأفق المعرفي، ويصب في مجرى التنوير (المقترن بحرية العقل والتفكير بالضرورة) والروح النقدية، التي لا تقبل شيئاً قبولاً تاماً على علاته أو ترفضه رفضاً تاماً مسبقاً أيضاً. وهو ما سيراه القارئ في الحوارات الذكية والدقيقة بين أربعة من ألمع مفكري عالمنا المعاصر، ممن يُقدّمون آراءهم ببراعة عالية، وعلى قاعدة قوية من المعرفة، رغم تعارضها أشد ّالتعارض.