رواية ذبح زينب بقلم خالد الحديدي .. تعتبر قضية تحمل النساء في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عار القبيلة أمرًا مهمًا يجب التعامل معه بجدية وتفهم كامل للظروف والتحديات التي تواجهها النساء في هذه المجتمعات. فالنساء، سواء في الماضي أو في الحاضر، يتعرضن لضغوط اجتماعية وثقافية تجعلهن يشعرن بالحرج والضعف والاكتئاب. تعود جذور قضية تحمل النساء في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى عادات وتقاليد قديمة تتمثل في إعتبار النساء ملكية خاصة للقبيلة والعائلة، وكان يُعتبر هذا الانتهاك عارًا تُحمله النساء وعائلاتهن، ولذلك كانت النتيجة أن يُعاقبن النساء بأقسى العقوبات، بما في ذلك القتل. على الرغم من أن الكثير من القوانين الحديثة قد تغيّرت في هذه المجتمعات وأصبحت تحظر عقوبة القتل بسبب انتهاك شرف العائلة، إلا أن ثقافة العار مازالت تكابد النساء في هذه المجتمعات. فالمجتمعات العربية والإسلامية تزال ترى النساء على أنهن ممتلكات عينية، القضية تتعلق أيضًا بمفهوم الشرف والعار الذي يُعتبر سابقة للأسرة والقبيلة والمجتمع بأسره. فتحميل النساء عار العائلة يعتبر تجسيدًا لانتهاك كرامتهن وهو إشارة إلى الضعف والعجز والخسة. المشكلة ليست فقط في النظرة الاجتماعية والثقافية للنساء، بل في نفس النساء الذين يتقبلن هذا النوع من التحمل ويعيشن تحت وطأة تلك الضغوطات والعقوبات. إن النساء أنفسهن قد يحملن هذا العار بصمتهن .
